ایکنا

IQNA

هدم مسجد بابري؛ تذكير بالعنف والكراهية ضد المسلمين

10:32 - December 07, 2020
رمز الخبر: 3479280
نیودلهي ـ إکنا: قام متطرفون من الهندوس، السادس من ديسمبر من عام 1992 للميلاد، بهدم مسجد "بابري" الشهیر في مدينة "أيوديا" في ولاية "أتر برديش" الهندية، الأمر الذي أدّی إلی ردود فعل إسلامیة وراح ضحیته مئات المسلمین في الهند.

وقام العام 1992 للمیلاد حشد من الهندوس المتطرفین ضمن جماعة تطلق علی نفسها "منظّمة فيشوا هندو باريشاد" بهدم مسجد بابری الشهیر، الأمر الذي أدی إلی إثارة العنف والکراهیة في المجتمع الهندی وأدّی أیضاً إلی إحتجاجات إسلامیة واسعة والتی قوبلت برد هندوسي عنیف راح ضحیته مئات المسلمین العزل.

وعلی الرغم من مرور 28 عاماً علی الأمر إذ أنه یشکل یوماً أسود في تأریخ الهند بعد إستقلاله وکانت له إنعکاسات سلبیة علی السیاسة الهندیة.

ویعود النزاع الإسلامي ـ الهندوسي حول مسجد بابري إلی قطعة أرض في مدینة أبودیا في أتربردیش حیث یعتقد الهندوس أنها حیث ولد "راما" أحد الآلهة التی یعبدونها.

وفي المقابل یعتقد المسلمون أن المکان هذا هو مسجد بابري شیده الملك "بابر الغورکاني" في القرن السادس عشر للمیلاد ویرد الهندوس علی ذلك بأنه کان معبد "راما" منذ 1528 للمیلاد وبعد ذلك إغتصب لیشید مکانه مسجداً.

وبعد صراعات وخلافات إستمرت لقرون طویلة ومتتالیة صرحت في 2017 المحکمة العلیا في الهند بأن موضوع المسجد هو خلاف حساس بین مکونات المجتمع الهندی ویجب أن یتم حله خارج المحکمة.

وحینها أعلنت هیئة الوقف الشیعی إنه سیشید مسجداً جدیداً في مکان آخر یبعد عن مسجد بابری لیحل النزاع.

وفي العام 2019 تشکلت المحکمة بحضور 5 مستشارین برئاسة قاضي المحكمة العليا الهندية "رانجان غوغوي" لتنهي النزاع التأریخی حول المسجد حیث أمرت بإعادة الأرض إلی الهندوس وتحویل المسجد إلی معبد هندوسی کما منحت المسلمین أرضاً في مکان آخر لیشیدوا مسجدهم فیها وذلك صدر في التاسع من نوفمبر 2019.

وفي ذکری هدم مسجد بابری العام 1992  للميلاد، یحیی المسلمون ذکری المسجد في الشبکات الإجتماعیة من خلال نشرهم هاشتاق "یحیی مسجد بابری" (#BabriYaadRahegi).

هدم مسجد بابريري؛ تذكير بالعنف والكراهية ضد المسلمين

وهُدم مسجد بابري في السادس من ديسمبر من عام 1992 بطريقةٍ غير قانونية على يد مجموعة كبيرة من ناشطي منظّمة فيشوا هندو باريشاد وغيرها من المنّظمات المتحالفة بخصوص نزاع أيوديا. يعود تاريخ بناء مسجد بابري إلى القرن السادس عشر، إذ بُني في مدينة أيوديا الواقعة في ولاية أتر برديش. استُهدف هذا المسجد بعد تحوّل التجمّعات السياسية التي نظّمتها المنظّمات القومية الهندوسية (هندوتفا) إلى مظاهرات عنيفة.

وتُعتبر مدينة أيوديا مسقط رأس الإله الهندوسي راما في التقاليد الهندوسية. بنى الجنرال المغولي مير باقي مسجدًا عُرف باسم مسجد بابري في موقع يسمّيه الهندوس باسم رام جانمبهومي (أو مسقط رأس راما). ينصّ المسح الأثري للهند أن المسجد قد بُني على أرض حملت هيكلًا غير إسلامي سابقًا. أطلقت منظّمة فيشوا هندو باريشاد حملةً لبناء معبد مكرّس لعبادة الإله راما في الموقع خلال ثمانينات القرن الماضي، إذ انضمّ إليها حزب بهارتيا جاناتا باعتباره صوتها السياسي. نُظّمت العديد من التجمّعات والمسيرات باعتبارها جزءًا من هذه الحركة، بما في ذلك رام راث ياترا بقيادة إل. كيه. أدفاني.

ونظّمت منّظمة فيشوا هندو باريشاد بالتعاون مع حزب بهارتيا جاناتا تجمّعًا في الموقع في السادس من ديسمبر من عام 1992، إذ شارك فيه 150,000 متطوّعًا (يُعرفون باسم كار سيفاك). تحوّل هذا التجمّع إلى مظاهرات عنيفة، إذ تمكّن الحشد من التغلّب على قوّات الأمن وبالتالي هدم المسجد. كشف تحقيق لاحق في هذا الحادث عن تورّط 68 شخص في هذا الحادث، ومن بينهم العديد من قادة حزب بهاتيا جاناتا ومنظّمة فيشوا باريشاد. أسفر الهدم عن اندلاع أعمال شغب طائفية بين الهندوس والمسلمين في الهند، واستمرّت أعمال الشغب هذه عدّة أشهر متسبّبةً في مقتل ما لا يقل عن 2000 شخص. بدأت دوامة من أعمال العنف الانتقامي ضد الهندوس في باكستان وبنغلاديش.

هدم مسجد بابريري؛ تذكير بالعنف والكراهية ضد المسلمين

الخلفية

يُعتبر موقع رام جانمبهومي أو مسقط رأس الإله راما موقعًا مقدّسًا في الهندوسية. غالبًا ما يُعتقد بأن هذا الموقع موجود في المكان الذي بُني فيه مسجد بابري في مدينة أيوديا في ولاية أتر برديش، وذلك على الرغم من ندرة الأدلة التاريخية التي تدعم هذا الاعتقاد. هناك إجماع علمي تقريبي حول الفكرة القائلة بأن الجنرال المغولي مير باقي قد بنى المسجد في هذا الموقع أعقاب احتلال المغول لهذه المنطقة في عام 1528، ثمّ سمّاه «مسجد بابري» تيمّنًا باسم الإمبراطور المغولي بابر. يسود الاعتقاد بأن باقي قد هدم معبد راما بهدف بناء هذا المسجد؛ إلا أن الأسس التاريخية التي يقوم عليها هذا الاعتقاد ما تزال موضع جدل. عُثر على أدلّة أثرية تبيّن وجود هيكل قبيل بناء المسجد. هناك اختلاف حول ماهية هذا الهيكل، إذ يقول البعض بأنه معبد هندوسي ويرى آخرون بأنه هيكل بوذي.

واستخدم كلّ من الهندوس والمسلمين هذا الموقع لأغراض دينية لمدّة أربعة قرون على الأقل. قدّم مسؤول في محكمة فايز آباد الادّعاء القائل ببناء هذا المسجد في موقع المعبد لأوّل مرّة في عام 1822. استشهدت طائفة نيرموشي آخارا بهذا البيان عند ادّعائها بأحقيتها في هذا الموقع في وقت لاحق من القرن التاسع عشر؛ الأمر الذي أسفر عن وقوع حوادث عنف ديني في الموقع في عام 1855. نصبت الإدارة الاستعمارية البريطانية حاجزًا لفصل الساحة الخارجية للمسجد تجنّبًا للنزعات في عام 1859. ظلّ الوضع الراهن على ما هو عليه حتّى عام 1949، عندما زُعم بأنّ مجموعة من متطوّعي حزب ماهاسابها الهندوسي قد وضعت أصنامًا للإله راما داخل المسجد. خلق الأمر فوضى عارمة، إذ رفع كلا الطرفين دعاوى مدنية للمطالبة بأحقيتهم في هذه الأرض. نظر مستخدمو المسجد إلى حادثة وضع الأصنام على أنّها تدنيسًا للمسجد. أُعلن أن هذا الموقع موضع نزاع، ثُمّ أُغلقت أبواب المسجد.

هدم مسجد بابريري؛ تذكير بالعنف والكراهية ضد المسلمين

3939333

captcha