التنبؤ بمستقبل الأربعين الحسيني
طهران ـ إكنا: من المهم صياغة مستقبل الأربعين الحسيني فإن اعتبرناه خطوة حضارية وصغناه على هذا الشكل سيصبح جزءا حضارياً مهماً في عالمنا المعاصر بينما إذا اعتبرناه رمزاً دينياً فسيبقى كذلك.
إن مراسم الأربعين ليست مجرد مراسم تبدأ في يوم خاص وتنتهي في وقت خاص وتُقام في مكان خاص ومحدّد بل مسيرة الأربعين الحسيني تتضمن فحوى ومضموناً رفيعاً.
وعلينا أن نسعى إلى تحويل مسيرة الأربعين الحسيني من عبادة فردية واجتماعية إلى تيّار فعال في الإسلام والشيعة وتمهّد لتحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة لأنها تتمتع بهذه القدرة الحضارية.
كما علينا أن نجعل الأربعين أكثر من رمز ديني فإنها رمز لوحدة المؤمنين حول محور مبدأ الإمامة ومحور حبّ الحسين (ع) وخلق حضارة لجمع أتباع الديانات والمذاهب وفي مقابل الحضارات المادية التي هي صناعة بشرية.
إذا كانت الحضارة الغربية أساسها الراحة فإن الأربعين يعلمنا على أن اليُسر في العسر وإن البشر عليه تحمّل المشقّة والصعوبة من أجل الحصول على مجتمع إلهي والطمأنينة والراحة.
إن مسیرة الأربعين الحسيني فرصة للتفاعل من أجل الخير حتى يصل الجميع إلى الهدف، فيقدم الجميع خدماتهم للآخرين بكل حبّ وإصرار.
فإن الأربعين أمر فريد وغير مسبوق في العالم ففي هذه المراسم يقصد 20 مليون زائر أرض كربلاء دون تدخل أو تشجيع من الحكومات بل يقوم الزوار تطوعاً بإدارة المراسم.
إن مسیرة أربعينية الامام الحسين(ع) لها أثر في الحياة والنسق الاجتماعي وتساعد على تطبيق الغايات الحسينية في الحياة البشرية.
مقتطفات من محاضرة الأكاديمي الايراني والعضو في هيئة التدريس بمعهد أبحاث الثقافة والفكر الاسلامي "السيد سجاد ايزدهي"
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
أخبار ذات صلة
